اليوم الوطني السعودي: رحلة وطنية من التوحيد إلى المجد
14th سبتمبر, 2025 | احتفالات, اليوم الوطني السعودي, سياحة, ضيافة, علاقات عامة, كاتش
by - ولاء تميم

اليوم الوطني السعودي: رحلة وطنية من التوحيد إلى المجد
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس مجرد تاريخ يُسطَّر في الكتب، بل هو ملحمة مجد تتجدد في وجدان جميع السعوديين.
في هذا اليوم المهم، يتعانق الحاضرُ بالماضي، وتتآلف القلوب تحت راية التوحيد، حين أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، أمره الملكي في 23 سبتمبر 1932م الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ بإعلان قيام المملكة العربية السعودية بعد مسيرة كفاح وبطولة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، خاض خلالها معارك الوحدة والبناء حتى جمع الشتات وأرسى أركان دولة قوية شامخة.
ويأتي هذا اليوم ليجسد عراقة المملكة وأصالتها، وليعيد إلى الأذهان جذور الدولة السعودية الضاربة في التاريخ منذ تأسيسها الأول عام 1727م/1139هـ على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية، حيث انطلقت شرارة الوحدة الأولى، وبدأ عهد جديد يقوم على العدل والأمن والاستقرار.
اليوم الوطني هو أكثر من مناسبة، إنه رمز للفخر والهوية، وعنوان لرحلة متواصلة من التنمية والنهضة، تتوجت بإنجازات نوعية ونهضة شاملة تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتظل المملكة منارة عز ومهد حضارة، وقبلة للعالم في الرؤية والريادة والطموح.
فجر جديد في تاريخ الجزيرة العربية
في الخامس من يناير عام 1902م الموافق 15 شوال 1319هـ، أشرقت شمس مرحلة مفصلية من تاريخ الجزيرة العربية حينما استعاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – مدينة الرياض، لتبدأ معها مسيرة كفاح بطولية امتدت عقودًا من الزمن، مهدت لقيام دولة فتية حملت هوية راسخة وطموحات لا تحدّها حدود.
أصبحت استعادة الرياض نقطة الانطلاق لنهج التوحيد، إذ مدّ الملك المؤسس راية الحق والعدل لتشمل القرى والبوادي والمدن، فبايعته الأهالي على السمع والطاعة، وشاركته أهدافه النبيلة في بناء دولة تجمع القلوب قبل الأرض. ومع اتساع رقعة الحكم وتحقق الاستقرار، أُطلق على البلاد عام 1926م اسم “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها”، وكان ذلك تمهيدًا لمرحلة أعظم.
ميلاد المملكة العربية السعودية
وبعد أن نضجت التجربة واشتدت أركان الوحدة، تبلورت المطالب الشعبية والرغبة الوطنية في توحيد اسم الدولة. فاستجاب الملك عبدالعزيز لذلك، وشكّل لجنة من أعيان المملكة للتشاور حول المسمى الجديد، ليُرفع إليه الإجماع على أن يكون “المملكة العربية السعودية”. وفي يوم 23 سبتمبر 1932م الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ، صدر المرسوم الملكي التاريخي معلنًا ميلاد المملكة تحت هذا الاسم المبارك، لتدخل البلاد عهدًا جديدًا من الوحدة والاستقرار والنهضة.
وقد جاء في العروض الموجهة للملك النص الآتي:
“ اليوم نرجو ونسترحم بمزيد من التعطف أن يحقق صاحب الجلالة آمال شعبه المختلفة في صدور رعاياه المخلصين بإعلان وحدة الأقطار العربية السعيدة التي يطلق عليها عنوان المملكة الحجازية ونجدها مملكة متحدة مندمجة في بعضها تستوي مقدراتها في كل خبر وتتشاطر جهودها حيث امتدت بها الطنب، وأن تُسمى المملكة العربية السعودية تعزيزًا لمهامها، وتشريفًا لأقوامها، وتنويهاً بزعيمها العظيم مجدد عهد الفاروق، وأن يكون يوم إعلامها متفقًا في جميع أرجاء المملكة”.
وفي يوم 17 جمادى الأولى أعلن الملك عبدالعزيز موافقته على المقترح من خلال إصدار الأمر الملكي رقم (2716) الصادر من قصره في مدينة الرياض، بناءً على ما رفع من كافة ممثلي مناطق مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، حول الاسم الجديد للدولة، بإجماع منهم على رفع طلب بتغيير اسم “المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها” إلى اسم “المملكة العربية السعودية”، وأن يصبح لقب الملك عبدالعزيز “ملك المملكة العربية السعودية”.
على إثر الأمر الملكي احتفل الأهالي في مختلف مناطق المملكة، وفي العاصمة الرياض أقيم حفل شرفه الأمير سعود بن عبدالعزيز، وقد وصف الأمير سعود الاحتفال الذي أقيم بمناسبة إعلان تحويل اسم المملكة العربية السعودية في برقية إلى الملك فيصل بن عبدالعزيز هذا نصها:
“في هذا الصباح عقد اجتماع عظيم في الرياض، حضره كبار أمراء العائلة السعودية وكبار الأمراء الموجودين في الرياض من ورؤساء القبائل ووجوه الرياض. وقد شرف الاجتماع جلالة مولاي الملك. وقد أعلنا توحيد مملكتنا وتحويل اسمها من المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية”.
لم يكن إعلان تسمية المملكة العربية السعودية عام 1351هـ/1932م مجرد حدث سياسي عابر، بل كان ميلاد دولة فتية تحمل رسالة حضارية سامية، ترتكز على أصالة الدين، وعمق الانتماء العربي، ورسوخ الكيان السياسي. ومنذ ذلك اليوم، غدت المملكة مثالًا للوحدة والتماسك، وبدأت رحلة نهضتها التي جمعت بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.
لقد شكّل ذلك القرار التاريخي علامة فارقة، تجسّد فيه ما حققه الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – من وحدة كبرى وإنجازات بارزة، لتصبح المملكة ركيزة إقليمية ودولية مؤثرة، ومسيرة خالدة في تاريخ العرب والمسلمين الحديث.
الهوية الرسمية لليوم الوطني السعودي الـ95: “عزّنا بطبعنا” – رمز الفخر والانتماء الوطني
تمّ الإعلان هذا العام عن الهوية الرسمية لليوم الوطني السعودي الـ 95 تحت شعار “عزّنا بطبعنا”، في خطوة تعبّر عن 95 عامًا من العز والفخر الوطني الذي تتجسد قيمه في الطباع الأصيلة للسعوديين وهويتهم الوطنية الراسخة. ويعكس هذا الشعار روح الوطنية والانتماء العميق للمملكة، كما يبرز الصفات الإنسانية والاجتماعية التي تميز أبناء الوطن، مثل الكرم، والشجاعة، والتعاون، والوفاء.
ويأتي اختيار هذا الشعار في وقت تشهد فيه المملكة تطورات مهمة على جميع الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويعكس الرغبة في الاحتفاء بالإنجازات الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية بين الأجيال الجديدة. وتعد الهوية الرسمية جزءًا من استراتيجية وطنية لتوحيد الفعاليات والأنشطة، وتوسيع المشاركة المجتمعية في الاحتفالات، سواء من خلال الفعاليات الثقافية والترفيهية أو المبادرات المجتمعية والخيرية.
ويظهر شعار “عزّنا بطبعنا” في جميع الحملات الإعلانية الرسمية التي تقوم بها شركات العلاقات العامة في السعودية، الفعاليات الحكومية، المدارس، الجامعات، والمراكز التجارية، ليصبح رمزًا يجمع المواطنين والمقيمين حول قيم الوحدة والانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية. كما يشجع الشعار على تسليط الضوء على الإنجازات الوطنية، وإبراز الرؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى بناء مستقبل مزدهر ومستدام للمملكة.
تمثل هذه الهوية الرسمية أيضًا فرصة لتعزيز الفخر الوطني ونقل رسالة الانتماء للأجيال الجديدة، حيث تبرز الرموز الوطنية والقيم المجتمعية المتأصلة في الثقافة السعودية، مؤكدة أن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد مناسبة، بل رحلة مستمرة لتجديد الولاء للوطن والانخراط في مسيرة التنمية والتقدم المستدام.
احتفالات اليوم الوطني السعودي: فرحة وطنية وهوية مشتركة
تتسم احتفالات اليوم الوطني السعودي بأجواء مبهجة تمتد في جميع مناطق المملكة، حيث يجتمع المواطنون والمقيمون للاحتفاء بالوطن وروحه الموحدة. وتتنوع هذه الاحتفالات بين عروض جوية وبحرية مدهشة، ألعاب نارية ضخمة، ومهرجانات ثقافية وتراثية تنظمها الهيئة العامة للترفيه، بالإضافة إلى تخفيضات ومبادرات خاصة في المراكز التجارية والمطاعم تضفي مزيدًا من البهجة على هذه المناسبة الوطنية.
ويحرص الجميع على ارتداء الزي الوطني السعودي، رفع الأعلام، وترديد الأناشيد الوطنية التي تعكس الانتماء والفخر بالوطن. كما تنشط الفنون الشعبية التقليدية، مثل العرضة السعودية، والموسيقى التراثية، إلى جانب إطلاق مبادرات خيرية واجتماعية لتعزيز قيم التعاون والمواطنة.
تمثل هذه الاحتفالات فرصة للتعبير عن الوحدة الوطنية والهوية المشتركة، حيث يشعر كل فرد من أبناء المملكة بالمشاركة في إرث طويل من الإنجازات والتضحيات، وتجديد الانتماء للوطن في كل عام.
يجسّد اليوم الوطني السعودي، في جوهره، روح الوحدة والانتماء الوطني التي توحّد أبناء المملكة، ويأتي كتذكيرٍ بالتضحيات الكبيرة التي بذلها الملك عبد العزيز لإقامة دولة قوية وموحدة. كما تعكس الاحتفالات الالتزام المستمر بتحقيق التقدم والازدهار للمملكة، ملهمةً المواطنين والمقيمين على حد سواء للمساهمة في مسيرة النجاح المستدامة.
مع استمرار المملكة في النمو والتطور على مختلف الأصعدة، يظل اليوم الوطني تراثًا وطنيًا عزيزًا يُكرّم التاريخ الغني للمملكة ويحتفي بالإنجازات الوطنية، ليكون مناسبة للتأمل والتقدير، وتجديد العهد بالسير قدمًا نحو تحقيق القيم والمثل العليا التي أرست دعائم هذا الوطن. ومع مرور الأعوام، تزداد الاحتفالات بهاءً وروعة، مجسّدةً عزيمة المملكة وطموحاتها نحو مستقبل مشرق، ورؤية واضحة تسعى إلى تعزيز مكانتها بين الأمم.
اكتشف خدماتنا الرائدة في العلاقات العامة والتواصل، وسائل التواصل الاجتماعي، تصميم وبناء العلامة التجارية، الخدمات الاستشارية للعلامة التجارية، المسؤولية البيئية، وأنشطة التواصل العالمي، لنساعد علامتك التجارية على ترك بصمة مميزة. تواصل مع فريقنا المتخصص في الاستشارات التسويقية المتكاملة في دبي، قطر، السعودية، ولندن، ودعنا نتواصل.
// هاتف
+971 4 243 8577// البريد الإلكتروني
info@katchthis.com// العنوان
برج سمامة، الرياض، المملكة العربية السعودية

كاتش دبي

كاتش لندن

كاتش الرياض

كاتش هونج كونج
